السبت، 9 مارس 2013

ياسمين

يومها قررت أن أسلك سمتا آخر تفاديا للزحام و تدافع كتل اللحم البشرى ذات الروائح المتباينة المائل أغلبها إلى العفن .. نتاجا لتراكم العرق.

مضيت فى طريق جديد لا أعلم ما فيه و من فيه
و حانت منى إلتفاتة صوب اليمين .. و للمرة الأولى .. رأيتها 
جذبتنى إليها كأنما كانت قطبا سالبا يجذب زوجه الموجب
مضيت إليها بغير إرادة .. خيم على سحرها فتحول المكان بأكلمه إلى حديقة غناء 
تحاوطنى الكروم المعروشات و أشجار التفاح بثمارها المتهدلة .. و الياسمين برائحته الأخاذة ..
و انقلبت الشمس قمرا .. نثر ضوئه الفضى مضفيا على الجنة جوا ساحرا .. و تصاعدت أصوات زقزقة العصافير فى أكناف الحديقة ..

دنوت منها و أطلت النظر إليها .. و ابتسمت .. فابتسمت
ثم ضحكت .. فضحكت
ثم ملت عليها و همست مغازلا .. فضحكت مجددا 
و هممت بأن أقطفها .. و لكنها توارت خلف الأغصان
فناديتها .. فقالت لى "إن قطفتنى .. قتلتنى"

فقلت لها "تذكرينى دوما"

و هممت بالمضى .. إلا أنها قالت لى "أترك لى ما يذكرنى بك."

فتركت لها قلبى .. و مضيت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق