تبقى فى محفظته الجلدية التى ما زالت لمعتها بادية على الرغم من تهالكها بضع جنيهات بعدما دفعا إيجار الشقة الحجرة و صالة .. و عربون كنبة و كرسيين.
فنظر لها مبتسما وقال : و الآن ماذا تودين؟
ابتسمت بدورها و نظرت حدو البرج الشاهق .. : لطالما رغبت أن ألقى نظرة من فوقه.
نظر نحوه لهنيهة ثم قال : هيا إذن نحقق رغبتك.
و مشيا بخطوات سريعة إلى البرج المطل على المدينة بأكملها
***
-- هيا نهبط.
لم يرد.
-- أقول لك هيا نهبط .. عمر (و تطوح يدها أمامه منبهة)
لم يرد. كان متحجرا و عيناه مثبتتان على المشهد المبهر من أعلى البرج.
-- عمر!
التفت إليها فى هدوء قائلا : ماذا سيحدث لو قفزت من هنا؟
قطبت حاجبيها و لكنه واصل : لن يحدث شئ .. أليس كذلك ؟ .. ألن تشرق الشمس من المشرق كما هى ؟ و لن يخبو ضوء القمر .. و أولئك الورى ألن تستمر حياتهم كما هى؟ لن يحدث أى شئ.
-- بلى .. لن يخبو الضوء .. سأخبو أنا.
-- و ما المشكلة .. إن لحقتينى .. ستظل الشمس تشرق و سيظل القمر ينثر ضوءه و ستستمر حياة الورى كما هى.
فضحكت و ضحك ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق