الثلاثاء، 12 مارس 2013

طيران ~ مجموعة قصصية قصيرة جدا 3


 - هذه القصص منفصلة 


***

وهم

نسجنا خيوطا من الوهم مشكلين بيتا كبيرا .. ثم دلفنا إليه بمطلق إرادتنا .. و قبعنا بداخله .. إلى الأبد !

***

استنجاد

توالى الطامعون بها تترى , أناس من شتى الطبقات , فهذا فاحش الثراء ذو السلطان و ذاك ميسور الحال , و هذا الفقير المتظاهر بالقدرة .. و لكنها حاولت بائسة مقاومتهم جميعا !

ثم سمعت السباب و اللعنات تنصب على الأباء و الأجداد و كل ما له صلة بها !

و نادتنى مستنجدة من الشرفة

و هممت بالصعود .. لكنى جزعت و انسللت من الطريق خفية !

***

طيران

كانت تلك الليلة الأخيرة التى سنلتق بها قبل أن تباعد بيننا البحار الزاخرة .. فغدا أسافر إلى الخارج باحثا عن ما لم أجده هنا .. مضت سنون مذ تخرجت و ما زلت عالة على والدى الذى هو عالة على. تمنيت لو سافرت دون أن أرى وجهها .. فأنا لا أحتمل لحظات الوداع و الفراق. و لكن قدمى قادتنى إلى منزلها دون أن أشعر .. وجدتنى واقفا تحت شرفة غرفتها .. و ناديتها فخرجت إلى الشرفة متجهمة الوجه .. و لما رأتنى أشاحت بوجهها ثم دلفت إلى الغرفة دون أن تنبس ببنت شفاه.

صعدت إلى سطح المنزل و استلقيت على ظهرى و أخذت أنظر فى لا مبالاه إلى تلك النجوم السابحة بجو السماء ..و سبحت بمهامه الفكر.. ترى هل تفعل السماء بتلك النجوم ما تفعله بى الأرض .. تتلقفنى و تطحننى و تعبث بى عبثا .. و ما لى من ناصر .. و ما لى قدرة على المقاومة ..        
 و تلك النجوم, هل تسبح بإرادتها أم أن ثمة من يجبرها على ذلك؟ هل تسبح بإرادتها أم أن ثمة من ألقى بها فى هذه المطحنة؟!
رفعت يداى إلى السماء مبتهلا .. و تمنيت لو انتهى الدور الذى أؤديه فى تلك المسرحية سريعا .. و ألا يكون مشهدى الختامى مأسويا.

ما هى إلا لحظات حتى وجدتها جالسة بجوارى

-      -   كنت أعلم أنك ستصعدين.


لم تنبس ببنت شفاه .. لم تحرك ساكنا .. كانت عيناها مثبتتان ناحية السماء

-      -   صدقينى .. ما باليد حيلة , نحن مخطوبان منذ أعوام .. و حتى هذه اللحظة ليس بمقدورنا – أو إذا أردتى الدقة الكاملة – ليس بمقدورى الزواج .. أنا سأسافر لأنى أحبك .. سأذهب لأنى أريدك .. و لن يطول الفراق ..

لم تتكلم أيضا .. و استمر الصمت الرهيب

-      -   إنك تقتلينى بصمتك .. قولى أى شئ .. أطلبى أى شئ .. لو طلبتى منى أن أبقى فسأبقى
-      -   أى شئ؟
-      -  أجل

صمتت لبرهة أطالت فيها النظر إلى السماء حتى خيل لى أن عيناها قد أوتيتا القدرة على رؤية ما ورائها .. ثم قالت : أريد أن نطير .. أن نحلق و نسبح بالسماء.

ثم وقفت على حافة السطح و قالت لى : هيا .. قم لنطير.

فوقفت .. و اتجهت نحوها غير مدرك لما تريد .. ثم أمسكت بيدى و .. طرنا فى السماء .. كحمامتين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق