- هذه القصص منفصلة
***
وهم
نسجنا خيوطا من الوهم مشكلين بيتا كبيرا .. ثم دلفنا إليه بمطلق إرادتنا .. و قبعنا بداخله .. إلى الأبد !
***
استنجاد
توالى الطامعون بها تترى , أناس من شتى الطبقات , فهذا فاحش الثراء ذو السلطان و ذاك ميسور الحال , و هذا الفقير المتظاهر بالقدرة .. و لكنها حاولت بائسة مقاومتهم جميعا !
ثم سمعت السباب و اللعنات تنصب على الأباء و الأجداد و كل ما له صلة بها !
و نادتنى مستنجدة من الشرفة
و هممت بالصعود .. لكنى جزعت و انسللت من الطريق خفية !
***
طيران
كانت تلك الليلة الأخيرة التى سنلتق بها قبل أن تباعد بيننا البحار الزاخرة
.. فغدا أسافر إلى الخارج باحثا عن ما لم أجده هنا .. مضت سنون مذ تخرجت و ما زلت
عالة على والدى الذى هو عالة على. تمنيت لو سافرت دون أن أرى وجهها .. فأنا لا
أحتمل لحظات الوداع و الفراق. و لكن قدمى قادتنى إلى منزلها دون أن أشعر .. وجدتنى
واقفا تحت شرفة غرفتها .. و ناديتها فخرجت إلى الشرفة متجهمة الوجه .. و لما رأتنى
أشاحت بوجهها ثم دلفت إلى الغرفة دون أن تنبس ببنت شفاه.
صعدت إلى سطح المنزل و استلقيت على ظهرى و أخذت أنظر فى لا مبالاه إلى تلك
النجوم السابحة بجو السماء ..و سبحت بمهامه الفكر.. ترى هل تفعل السماء بتلك النجوم ما تفعله بى الأرض
.. تتلقفنى و تطحننى و تعبث بى عبثا .. و ما لى من ناصر .. و ما لى قدرة على
المقاومة ..
و تلك
النجوم, هل تسبح بإرادتها أم أن ثمة من يجبرها على ذلك؟ هل تسبح بإرادتها أم أن
ثمة من ألقى بها فى هذه المطحنة؟!
رفعت يداى إلى السماء مبتهلا .. و تمنيت لو انتهى الدور الذى أؤديه فى تلك المسرحية سريعا .. و ألا يكون مشهدى الختامى مأسويا.
رفعت يداى إلى السماء مبتهلا .. و تمنيت لو انتهى الدور الذى أؤديه فى تلك المسرحية سريعا .. و ألا يكون مشهدى الختامى مأسويا.
ما هى إلا لحظات حتى وجدتها جالسة بجوارى
- - كنت أعلم أنك ستصعدين.
لم تنبس ببنت شفاه .. لم تحرك ساكنا .. كانت
عيناها مثبتتان ناحية السماء
- - صدقينى .. ما باليد حيلة , نحن مخطوبان منذ
أعوام .. و حتى هذه اللحظة ليس بمقدورنا – أو إذا أردتى الدقة الكاملة – ليس
بمقدورى الزواج .. أنا سأسافر لأنى أحبك .. سأذهب لأنى أريدك .. و لن يطول الفراق
..
لم تتكلم أيضا .. و استمر الصمت الرهيب
- - إنك تقتلينى بصمتك .. قولى أى شئ .. أطلبى أى
شئ .. لو طلبتى منى أن أبقى فسأبقى
- - أى شئ؟
- - أجل
صمتت لبرهة أطالت فيها النظر إلى السماء حتى
خيل لى أن عيناها قد أوتيتا القدرة على رؤية ما ورائها .. ثم قالت : أريد أن نطير
.. أن نحلق و نسبح بالسماء.
ثم وقفت على حافة السطح و قالت لى : هيا ..
قم لنطير.
فوقفت .. و اتجهت نحوها غير مدرك لما تريد ..
ثم أمسكت بيدى و .. طرنا فى السماء .. كحمامتين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق