الأربعاء، 20 مارس 2013

غياب


ﻏﺎﻡ ﺍﻟﺠﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺀ أديم السماء .. ﻭ ﺗﺼﺎﻋﺪﺕ ﺍﻷﺩﺧﻨﺔ ﺍﻟﻜﺜﻴﻔﺔ ﺣﺘﻰ ﺣﺠﺒﺖ ﻋﻨﺎ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ

 ﻛﻞ ﺷﺊ ﺃﺑﻴﺾ ..

 ﺗﺼﺎﻋﺪﺕ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﻗﺮﻉ ﺍﻟﻜﺆﻭﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﺿﺪ ﺍﻟﺮﺧﺎﻣﻴﺔ .. ﺃﻭ ﺭﺑﻤﺎ ﺧﺸﺒﻴﺔ .. ﻭ ﺳﻜﺐ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﺴﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ جعلنا ننسى ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻰ ﺍﻟﻤﺄﺳاﻮﻯ .. ﺃﻭ ﻟﻌﻠﻪ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﻌﻴﻪ ﻭ ﻧﺪﺭﻛﻪ ﻣﻦ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ ﻋﻨﻪ .. ﺯﺍﻭﻳﺔ ﻣﺒﻬﻤﺔ .. ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻀﺤﻰ ﺃﻗﻞ ﻣﺄﺳﺎﻭﻳﺔ .. ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﺭﺣﻤﺔ ..

ﻭ ﺳﺒﺤﺖ .. ﻫﻤﺖ ﻓﻰ ﺗﻠﻚ البيداء البيضاء .. ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ .. ﻭ ﺧﻠﺖ ﺍﻟﻮﻫﻢ .. ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻮﻫﻢ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻰ .. ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻮﻫﻤﻰ .. ﻟﺴﺖ ﺃﺩﺭﻯ .. رأيت كل شئ لكنى لم أبصر شيئا ..

ﺭﺃﻳﺘﻨﻰ ﻣﻀﻐﺔ ﻻ ﺗﺪﺭﻙ ﻣﺎ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ .. ﺛﻢ ﺭﺍﻛﻀﺎ ﻓﻰ ﻓﻨﺎﺀ ﻓﺴﻴﺢ ﺩﻭﻧﻤﺎ ﺇﻛﺘﺮﺍﺙ ﺑﺸﺊ ﻛﺄﻧﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ ﺃﺻﺒﻮ ..

ﺛﻢ ﺿﺎﺣﻜﺎ .. ﺿﺤﻜﺔ ﺳﺎﺫﺟﺔ ﺑﺮﻳﺌﺔ ﻻ ﺗﺪﺭﻙ ﻣﺎ ﻳﺤﺎﻭﻃﻬﺎ .. ﺛﻢ ﺑﺎﻛﻴﺎ ﺑﻴﻦ ﺃﺣﻀﺎﻥ ﻛﻬﻞ ﻣﺸﻴﺐ ﻓﺎﺭﻗﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺭﺟﻌﺔ ..

ﺛﻢ ﺭﺃﻳﺘﻨﻰ ﻓﻰ ﻛﻨﻒ ﻓﻨﺎﺀ ﺃﻓﺴﺢ ﻣﻦ ﻓﻨﺎﺋﻨﺎ ﺍﻷﻭﻝ ﺗﺘﻮﺳﻄﻪ ﺳﺎﻋﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺗﻌﻠﻦ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺩﻗﺔ ﻋﻘﺮﺏ - ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻟﺴﺎﻡ - ﻋﻦ ﺇﻗﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ .. ﺃﻭ ﻟﻌﻠﻬﺎ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ..

ﺛﻢ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻰ ﻭﺛﻴﺮ ﻭ ﻣﻜﻮﻣﺔ ﺃﻣﺎﻣﻰ ﺛﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ .. ﻣﻠﻘﺎﺓ ﻓﻰ ﻏﻴﺮ ﺇﻛﺘﺮﺍﺙ .. ﻓﻰ ﺇﻧﺘﻈﺎﺭ ﻣﻦ ﻳﺤﻨﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ .. ﻓﻰ ﺇﻧﺘﻈﺎﺭ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻄﻲ ﺍﻟﺴﺨﻲ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﻜﻠﻒ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ..

ﺛﻢ ﺭﺃﻳﺘﻨﻰ ﻛﻬﻼ ﻣﺸﻴﺒﺎ ﺭﺍﻗﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺕ ﻣﺎ ﺭﻗﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻜﻬﻞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻗﺒﻞ ﺭﺣﻴﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺰﻋﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﻌﻠﻮﻣ .. ﻭ ﺃﺯﻋﻢ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ ! ﻫﻮ ﺍﻵﻥ ﻗﺪ ﺗﻴﻘﻦ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ .. ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﻤﺎﺯﺍﻟﺖ ﺩﻭﺩﺓ ﺍﻟﺸﻚ ﺗﻨﻬﺶ ﻟﺤﻤﻰ..
رأيت كل شئ لكنى لم أبصر شيئا ..

ﻭ ﻓﺠﺄﺓ .. ﻏﺎﺏ ﻛﻞ ﺷﺊ .. ﻏﺎﺏ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ ﺍﻟﻔﺴﻴﺢ ﻭ ﺗﺒﺨﺮﺕ ﺍﻟﺮﻛﻀﺔ ﻭ ﺍﻟﻀﺤﻜﺔ ﻣﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺩﺧﻨﺔ ﺍﻟﻜﺜﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺍﻟﻤﻘﻮﺿﺔ ..

 ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻷﺷﻴﺐ ﻳﻐﻴﺒﺎﻥ ﻓﻰ ﻓﻀﺎﺀ ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ ..
ﻭ ﻏﺎﺑﺖ ﺍﻟﻜﺆﻭﺱ ﻭ ﺍﻟﺴﻮﺍﺋﻞ ..
ﻭ ﻏﺎﺏ ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ .. ﻭ ﻟﻢ يغب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق