الأحد، 26 فبراير 2012

لا انتخابات تحت حكم العسكر

أيام قليلة و يتم فتح باب الترشح للإنتخابات الرئاسية التى تعد مرحلة أقوى و أعمق من مراحل اجهاض الثورة, تلك المراحل التى تمت خلال فترة زمانية أطلقوا عليها اسم ((المرحلة الانتقالية)) و الهدف الأساسى لتلك المرحلة كان اضفاء نوع من القدسية على ديكتاتورية السلطة المصرية بأن يتم إقتسام السلطة بين المجلس العسكرى و التيارات التى تسمى نفسها بالاسلامية.

و لكننا أيضا مسئولون عما وصلنا اليه بعبثيتنا و عدم التحليل الواقعى للمشهد و بالتالى عدم طرح حلول جذرية للمشكلات, فاستخدام نفس العقلية التى أنتجت المشكلة فى حلها لا يؤدى إلا الى مزيد من العبث و لا يزيد المشهد إلا ضبابية..نعم نحن نعبث, نعلن عن مسيرات و مظاهرات حاشدة فتخرج الجماهير للمشاركة بها ثم تعود من حيث اتت اذ تجدها خاوية المعنى, نعم نحن نعبث فحكما عسكريا متمرسا منذ عقود لن يسقطه مظاهرات ولا اضرابات و لا حتى عصيان مدنى. و اولئك النشطاء أيضا يعبثون اذ تجدهم على الشاشات يدعون الجماهير الى النزول الى الشوارع دون أن يطرحوا عليهم برنامج واضح, ثم تجدهم يدلون بأصواتهم فى انتخابات هزلية من صنع العسكر.
و رفاق الأمس الذين حولوا أنفسهم بحذلقتهم الى أعداء اليوم, اولئك الرفاق الذين كانوا معنا فى الانتفاضة الأولى للثورة و سعوا مع الجماهير العازمة الى تقويد النظام نجدهم فجأة قد تحالفوا مع هذا النظام و دعموه لأنهم رأوا أن الثورة يجب أن تتوقف عند هذا الحد و ألا تتحول الى ثورة اجتماعية شاملة تعصف بالنظام الاجتماعى القائم, لذا فكان موقفهم أن الثورة يجب أن تتوقف فورا و لا تتخطى حدود ما وصلت اليه فقد نالوا مطامعهم لذا فهم لا يمانعون أن تسقط الثورة.

فيما تواصل السلطة العسكرية عبثها الذى أنتجته خلال الفترة المشار اليها أعلاه و تتوّجه بإعلانها عن وضع دستور للبلاد خلال 6 أسابيع و هو ما يؤكد شكوكى حول هذا الأمر بأن الدستور الذى يريده العسكر للحفاظ على مواقعهم و على مصالح البرجوازية المصرية موضوع و جاهز و كل ما سيحدث فى الفترة المقبلة مجرد اقراره.
 و الانتخابات الرئاسية فى ظل هذا الوضع الملتبس لن تسفر الا عن رئيس يكون واجهة مدنية لاستبداد الفاشية العسكرية التى بدورها تحمى مصالح البرجوازية المصرية, و لنا عبرة فى جارتنا اليمن التى تمت فيها مؤخرة انتخابات رئاسية تحت حكم صالح و تم تسليم السلطة الى نائبهو كأننا أمام مشهد مكرر لما حدث ابان الثورة اليونانية..أفلا تعقلون.

إما أن تعلن القوى الثورية الآن و فورا عن مقاطعة مسرحية الانتخابات الرئاسية و أن تناضل من أجل تشكيل  جبهة ثورية تناضل بصورة فاعلة فى الأحياء و المصانع و القرى و النقابات و الجامعات و المدارس من أجل استمرار الثورة فى الشارع, و أن تلتحم تلك الجبهة بالطبقة العاملة و تعمل على تطوير احتجاجاتها و اعطائها بعد سياسى لكى تتمكن من الاطاحة بتحالف رأس المال بين الفاشية العسكرية و تجار الدين. و اما أن تنتهى الثورة عقب الانتخابات و تتحول الى معارضة سياسية.

((كل المفروض مرفوض...اثبت للعالم انك موجود))

الأربعاء، 22 فبراير 2012

فى مسرح العبث


أقصد ذلك المسرح الكبير الذى يتسابق فيه أكثر من 500 عبثى, بعضهم يقوم بأدوار البطولة و البعض الآخر يؤدى أدوارا ثانويا والبعض يحاول تحسين هذه الصورة العبثية و لكن طبعا دون الخروج عن الاطار العام للعبث.

أحدثكم عن هذا الكيان الذى يطلقون عليه اسم ((برلمان الثورة)) و هو فى الواقع لا يمت للثورة بصلة, فالقوى المشكلة لهذا البرلمان-على الرغم من أنها كانت من القوى المعارضة للمخلوع-معادية للثورة و الثوار, تسعى جاهدة الى تحجيم و استيعاب الثورة, و هذا ليس غريبا, فأصحاب الأكثرية فى هذا البرلمان هم ((الاخوان المسلمون)) و الذين اذا ما حللنا طبيعتهم الطبقية نجد أن عمودهم الفقرى ((الطبقة الوسطى الحديثة)) وحزبهم تقوده مجموعة من رجال الأعمال شديدو الثراء, و مرشحهم لرئاسة الحكومة المهندس خيرت الشاطر هو حوت بيزنس يمتلك المليارات و يعشق الخصخصة و لا يحب فكرة إعادة توزيع الثروة.

يتصور الكثيرون أن هذا المسرح العبثى يمكنه تقديم أى إصلاحات و هذه التصورات ما هى الا أوهام فهذه القوى على الرغم من أنها إصلاحية الا أنها ستفشل حتى فى تقديم اصلاحات و لو مؤقتة.فالقوانين لا تسن و لا تقر فى المسارح العبثية و إنما تسن و تقر فى الغرف المغلقة و وظيفة تلك المسارح العبثية هى ايهام العامة و الضحك عليهم.

الاعلام كان له دور كبير فى خروج البرلمان بهذا الشكل العبثى و هو يحاول الآن تأليههو جعل الاعتراض عليه جريمة كبرى و هذا ليس غريبا على هذا الاعلام فهو الذى أله مبارك و أله من بعده المجلس الأعلى للقوات المسلحة و أله مجموعة من الأحجار المتراصة بشكل منظم مشكلة مبانى يطلقون عليها اسم مؤسسات الدولة بل انه أله- ومن الآن-الرئيس القادم.

علينا أن نتصدى للمبنى القذر المسمى ماسبيرو و للمسرح العبثى بالعمل بحملات التوعية الجماهيرية فالشوارع و الأحياء, فتلك الحملات هى التى ترفع من الوعى السياسى و الاجتماعى لدى المواطنين و ليس التلفزيون القذر المشوه, بالطبع تواجهنا و ستظل تواجهنا تلك الظاهرة التى يطلقون عليها اسم ( المواطنون الشرفاء) اولئك الجهلاء الذين لا يعرفون غير كلمة واحدة (حرام عليكم خربتم البلد) اولئك الذين يعدون صمام الأمان لأى نظام فاشى و لكننا علينا ألا نعيرهم اهتماما.

أسيبكم بقى عشان أروح أكمل مسرحية العبث