- "صباح الخير يا عم ابراهيم"
- "صباح النور يا علوة , اتفضل معانا"
- "ربنا يخليك"
- "مش عزومة مراكبية والله"
- "ربنا يخليك يا عمنا .. مستعجل والله"
- "طريق السلامة يا ابنى"
أمضى فى طريقى بخطوات واسعة سريعة محاولا تفادى المارة الكثر الذاهبين إلى أعمالهم .. لا
يمكننى أن أمشى فى حارتنا دون أن ألقى السلام على الجميع .. عم عبده بائع البطاطا , و الحاجة
أم أحمد التى تفترش الأرض بسلال من البيض و الفطير و الجبن يسيل لهم اللعاب .. و المعلم عبد
الوهاب صاحب القهوة الوحيدة فى حارتنا .. و باعة الخضر و الفاكهة الذين تتراص أقفاصهم المتآكلة
هنا و هناك .. و قليل من العربات تتوسط الحارة !
أتوقف عند عربة الفول التى يغص محيطها بالبشر , و كأنهم يتنافسون على لحم يوزع مجانا ! أحارب
حربا ضروس لأخرج بشقتى الفول و الفلافل لآكلهم بنهم فى طريقى ..
((حاسب)) .. ينبهنى صوت أم أحمد بأن قدمى كادت تدهس قرصا كبيرا من روث البهائم افترش
الأرض.
ما أن أبتعد قليلا عن المساكن حتى تلوح لى عربات الباعة التى تحمل بضائع من شتى الأشكال و
الأحجام و الأنواع و الألوان ! و يبدأ صوت صياحهم و جدالهم المستمر يتردد فى كل مكان!
إنه السوق ! الجميع يقصده من كل حدب و صوب.
ياله من مشهد مثير للشفقة !
كتل من اللحم البشرى تتصارع و تتنناحر على أشياء بعضها لا قيمة له على الاطلاق!
بعد أن عبرت السوق وجدت الطريق مسدودا .. حائط طويل عريض لا أعلم من أين جاء؟ .. قررت أن أعود
لأسلك سمتا آخر .. لكنى لم أجد حارتنا فى الخلف !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق