مقالة مشتركة بين فارس أنس و عمر سليم :
في خضم هذه الأوقات العصيبة و بعد صدور الأحكام المخزية- في قضية قتل الثوار- فى نظر كثير من الخبراء و الفقهاء القانونيين و في نظر الشارع و أهالي الشهداء , نرى الشارع ينتفض في مسيرات و مظاهرات حاشدة فى كل المحافظات إعتراضا على تلك الأحكام الهزلية , و السمة التى نراها فى تلك الإحتجاجات أنها مثلها مثل أسلافها تحدث بشكل عفوى نتاجا لتراكم الضغوط السلبية على قطاعات واسعة من الجماهير, و من المعلوم أن الأزمة الإجتماعية إما أن تؤدى الى انتفاضة جماهيرية واسعة, أو تؤدى –على العكس تماما- الى حالة من الإحباط و اليأس لا يتحقق معها فعل إيجابى. و لكن تفاقم الأزمة الإجتماعية فى مصر ثم الحكم الهزلى فى قضية قتل الثوار أدى الى حالة من السخط الشعبى العارم, لتثبت الجماهير مجددا أنها أرادت و ستظل تريد إسقاط هذا النظام و القضاء عليه.
و في رأى البعض أن هذه الاحتجاجات لا أهمية لها و أنها لم تعد تؤثر و هذا رأى في الحقيقة صحيح , فالسلطة أصبحت لا تعير أهمية لهذه التحركات و أصبح المجلس العسكري يُنهى كل حدث إحتجاجى بفض للاعتصام و أحيانا تنتهي بمجزرة مثلما حدث فى محمد محمود, و مجلس الوزراء و ماسبيرو و أخيرا فى العباسية.
إعتدنا فى المرات السالفة أن تخرج الجموع عن بكرة أبيها فى مسيرات و مظاهرات تجوب الشوارع ثم ينتهى بها المطاف فى ميدان التحرير ثم يعود الناس الى بيوتهم و كأن شيئا لم يكن, و لهذا أسباب عديدة, على رأسها غياب التنظيم أو الكيان الثورى الحقيقى القادر على تنظيم صفوف الجماهير خلال المعارك, إضافة الى ضعف ثقة الجماهير فى القيادات و النخب التى تطفو على السطح حاليا.
و الحركة الشعبية العفوية أثبتت على مر العصور قدرتها على إسقاط النظم الإستبدادية مثلما حدث فى روسيا فبراير 1917 و الماين و النمسا و المجر فى 1918 و فى إيران 1979
و هنا يطرح السؤال الهام نفسه: (ما العمل؟) أو ما الحل الواقعى؟
الحل فى بناء سلطة جماهيرية موازية لسلطة العسكر و هذا الطرح كان موجودا بقوة أثناء المعارك الدائرة فى شارع محمد محمود, و إذا ما تحدثنا عن سلطة بديلة أو موازية, فإننا نضحى بصدد تساؤل آخر أكثر عمقا: ما هى الأشكال التى من الممكن أن تتخذها هذه السلطة البديلة أو الموازية لسلطة العسكر؟ يوجد أكثر من شكل لهذه السلطة, و الذى يحدد نوع هذه السلطة و شكلها هى الجماهير التى تشكلها فى الشارع, و لكننا هنا نسرد بعضا من الأشكال المتعارف عليها لهذه السلطة, أكثر الأشكال المتعارف عليها و التى يتداول الحديث حولها هو المجلس الرئاسى المدنى , ولكن ما هو مجلس الثورة ؟ و من هم أعضائه ؟؟ و ما فائدته الآن ؟
مجلس الثورة هي قيادات ثورية متفق عليها من الشعب و لن يختلف عليها أحد لأنها تجمع الأطياف السياسية جميعها , و فائدته فى هذه الظروف هو صنع قوة موازية للحكومة الحالية , و هذا سيؤدى إلى صراع السلطتين و ستنجح سلطة واحدة فقط فى الظفر فى النهاية.ولكن ماذا لو رفض مرشحوا الرئاسة الاتحاد ؟ فيجب انتتنحد الحركات ويشكلوا مجلس تنظيمي لحركة الثوار قادته من كل حركة شخص.
و لكن ما نريد أن نطرحه هنا, أن فكرة المجلس الرئاسى ليست هى الحل الأمثل للمشكلة, و ليس المجلس الرئاسى هو الطرح الأفضل لسلطة بديلة موازية قادرة على مواجهة السلطة القائمة, فالمجلس الرئاسى يظل سلطة فوقية و سيكون تشكيله من عدد من الأشخاص البارزة و لكنه يظل فى النهاية حكما للأقلية حتى و إن كانت أقلية ثورية.
الطرح الأفضل لسلطة بديلة قادرة على مواجهة سلطة العسكر هى السلطة التى تتشكل فى الشارع و تخرج من الشارع و تمثله بشكل حقيقى, السلطة التى تتمثل فى مجالس و لجان شعبية منتخبة فى إنتخابات حرة مباشرة فى المصانع و الأحياء و القرى و المدن و المحافظات.
سلطة تكون قادرة على قيادة الجماهير الى تقويض النظام و مؤسساته الفاسدة, سلطة تدخل فى صراع قوى مع سلطة العسكر لتنتصر إحدى السلطتين فى النهاية . و لكن للأسف هذه الفكرة تحتاج إلى تيار يسارى ثورى له قاعدة شعبية كبيرة فى الشارع و هذا التيار ليس متوفر للأسف فى مصر
الحل فى الشارع و سلطته.
تمام يا عمر بس برضو من رأيي النظام السلطة المدنية والشوارع والعمال وشغل البروليتاريا مش هينفع ابدا في مجتمع زي مصر بجد يفتقر للتنظيم .. صدقني لو نزلت قرى هتغير رأيك فهو الحل الأمثل كما ذكرت فابداية مجلس رئاسي ثوري متفق عليه يظبطلنا الحكاية
ردحذفكنت لسه هعقب علي نقطه سخط الاكثرية ، عارف ممكن يحصل زي يناير 2011 اما قالك ميدان التحرير لا يمثل مصر عشان كده مضطريين المجلس الرئاسي يكون في ناس كتير ومش علي هوانا دايما
ردحذفالحل في المجلس الرئاسي يا سيدي الفاضل ولكن لن يقبل الاخوان به لانهم يظنون انهم اصبحوا قاب قوسين او ادنى من الكرسي على عكس الواقع الذي يعلن صراحة للكل انها ستزور في الاعادة لصالح مرشح النظام شفيق.
ردحذفويبقى الامل في ثورة جديدة تبدأ بعد فترة من الزمن بعد ان اضاع ثورتنا تفرقنا وتشتتنا واختلافنا حول متحدث او متحدثين باسم الثورة والتوهان في الشارع.
الشارع المصري الذي تتحدث عنه حضرتك لا يهتم الا باسعار الارز واللحوم ومدى توافر الغاز والعيش فقط لا غير
لا اهتمامات اخرى تشغل بالهم غير الاساسيات والرضا بالفتات.
تقبل مروري
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته