فى كل المجتمعات ثمة مجموعة من المثقفين و المفكرين و الكتاب و الأدباء يطلق عليهم إسم النخبة أو الصفوة , و المتعارف عليه أن تلك النخبة تكون هى الأكثر قدرة على تقديم تحليلات تسبر أغوار المشكلات التى تواجه المجتمعات و تلقى بظلالها على مستقبل الشعوب , و من المفترض أن تكون تلك النخبة قادرة على طرح حلول موضوعية واقعية و جذرية للمشكلات و الأزمات , كما أنه من المفترض أن الأفكار و الأطروحات التى تخرج عن النخب تتسم بالطابع التقدمى , و قد أوهمونا قديما أن تلك النخب هى التى تفجر الثورات أو التى تقود الشعوب إبان الثورات.
و ثمة رؤية أخرى للنخبة , و هى رؤية العوام الذين يرونها على أنها مجموعة من الكائنات تعيش على كوكب عاجى و تثرثر بما لا يفهمه العوام و لا يدخل فى دائرة إهتماماتهم من الأساس.
و إذا أردنا أن نوجه نقدا و تحليلا موضوعيا للنخبة , علينا أن نعترف فى البدء بأن من أهم مشاكل النخب هو كونها متقوقعة على ذاتها تعيش حقا فى كوكب عاجى بعيدا عن أرض الواقع و عن متطلباته. غالبا ما تتكون النخب السياسية من أبناء الشرائح العليا فى الطبقة الوسطى أو الطبقة العليا , فهى الطبقات المتاح إليها أن تتعلم تعليما على مستوى عال, و هم المتاح إليهم السفر إلى هنا و هناك, و هم المتاح إليهم الإتصال بكبار المثقفين و المفكرين و التتلمذ على يد هذا أو ذاك وهم المتاح إليهم أن يقتنوا الكتب النادرة ؛ و هذا الوضع الإجتماعى له دلالته الواضحة على مواقف النخب.
و فى مصر كباقى الدول توجد تلك النخبة السياسية , و لكنها ينطبق عليها حرفيا الرؤية الثانية للنخب فهم مجموعة من الناس يثرثرون بكلام لا يهم العوام , ثم أنهم و إن تحدثوا و حاولوا تقديم الحلول لا يقدمون إلا هرائات سطحية , كما أننا نجد أغلبهم يرتمى فى كنف السلطة , حيث أن الثورة أو التغيير لا يمثل لهم حلما و ليس فى مساعيهم لأن وضعهم الإجتماعى الذى أشرنا إليه ليس فى حاجة الى تحسن , بل ربما تؤدى الثورة الى العصف ببعضهم من تلك المناصب الى يتبوؤنها أو الأوضاع التى يعيشون فى ظلها لذا نجد أغلبهم يفضل بقاء الأوضاع على ما هى عليه..إستبدال الحاكم الإستبدادى بآخر أكثر ديموقراطية أو أقل ديكتاتورية..أو دخول أطرافا جديدة داخل معادلة السلطة دون المساس بالقواعد ؛ فذلك - بالنسبة إليهم - خير و أبقى , لذا رأينا جمع كبير من نخبتنا التى تدعى المدنية و العلمانية و التقدمية يرحبون بالإعلان الدستورى المكمل المتمم لإنقلاب فبراير بوصفه الضمانة الوحيدة لحماية مدنية و علمانية الدولة !!
نخبتنا تطرح أفكارا و حلولا بالية لأنها تفكر داخل الصندوق أو داخل الدائرة , و حركة تفكيرها هى حركة دائرية حول محور ثابت متسم بالجمود , حركة دائرية تتسلى بالعبث اللامتناهى , حركة دائرية ثمرتها الحتمية الدوار الأبدى. فى غيبوبة ذلك الدوار تختفى جميع الأشياء الثمينة و تموت كل المبادئ و تنحط الى أخس أنواع الإنتهازية و الإنهزامية. تباع المبادئ - إن وجدت - مقابل حفنة من المال أو وضع إجتماعى راق.
إن المبادئ التى تباع هى بالقطع مبادئ رديئة.
يبدو أن حل تلك النخبة هو الذى قدمه المبدع نجيب محفوظ فى خاتمة رواية ثرثرة فوق النيل , عندما فك سلاسل العوامة و ترك المثرثرين يثرثرون كما يحلو لهم و لكن فى العزلة.
و ثمة رؤية أخرى للنخبة , و هى رؤية العوام الذين يرونها على أنها مجموعة من الكائنات تعيش على كوكب عاجى و تثرثر بما لا يفهمه العوام و لا يدخل فى دائرة إهتماماتهم من الأساس.
و إذا أردنا أن نوجه نقدا و تحليلا موضوعيا للنخبة , علينا أن نعترف فى البدء بأن من أهم مشاكل النخب هو كونها متقوقعة على ذاتها تعيش حقا فى كوكب عاجى بعيدا عن أرض الواقع و عن متطلباته. غالبا ما تتكون النخب السياسية من أبناء الشرائح العليا فى الطبقة الوسطى أو الطبقة العليا , فهى الطبقات المتاح إليها أن تتعلم تعليما على مستوى عال, و هم المتاح إليهم السفر إلى هنا و هناك, و هم المتاح إليهم الإتصال بكبار المثقفين و المفكرين و التتلمذ على يد هذا أو ذاك وهم المتاح إليهم أن يقتنوا الكتب النادرة ؛ و هذا الوضع الإجتماعى له دلالته الواضحة على مواقف النخب.
و فى مصر كباقى الدول توجد تلك النخبة السياسية , و لكنها ينطبق عليها حرفيا الرؤية الثانية للنخب فهم مجموعة من الناس يثرثرون بكلام لا يهم العوام , ثم أنهم و إن تحدثوا و حاولوا تقديم الحلول لا يقدمون إلا هرائات سطحية , كما أننا نجد أغلبهم يرتمى فى كنف السلطة , حيث أن الثورة أو التغيير لا يمثل لهم حلما و ليس فى مساعيهم لأن وضعهم الإجتماعى الذى أشرنا إليه ليس فى حاجة الى تحسن , بل ربما تؤدى الثورة الى العصف ببعضهم من تلك المناصب الى يتبوؤنها أو الأوضاع التى يعيشون فى ظلها لذا نجد أغلبهم يفضل بقاء الأوضاع على ما هى عليه..إستبدال الحاكم الإستبدادى بآخر أكثر ديموقراطية أو أقل ديكتاتورية..أو دخول أطرافا جديدة داخل معادلة السلطة دون المساس بالقواعد ؛ فذلك - بالنسبة إليهم - خير و أبقى , لذا رأينا جمع كبير من نخبتنا التى تدعى المدنية و العلمانية و التقدمية يرحبون بالإعلان الدستورى المكمل المتمم لإنقلاب فبراير بوصفه الضمانة الوحيدة لحماية مدنية و علمانية الدولة !!
نخبتنا تطرح أفكارا و حلولا بالية لأنها تفكر داخل الصندوق أو داخل الدائرة , و حركة تفكيرها هى حركة دائرية حول محور ثابت متسم بالجمود , حركة دائرية تتسلى بالعبث اللامتناهى , حركة دائرية ثمرتها الحتمية الدوار الأبدى. فى غيبوبة ذلك الدوار تختفى جميع الأشياء الثمينة و تموت كل المبادئ و تنحط الى أخس أنواع الإنتهازية و الإنهزامية. تباع المبادئ - إن وجدت - مقابل حفنة من المال أو وضع إجتماعى راق.
إن المبادئ التى تباع هى بالقطع مبادئ رديئة.
يبدو أن حل تلك النخبة هو الذى قدمه المبدع نجيب محفوظ فى خاتمة رواية ثرثرة فوق النيل , عندما فك سلاسل العوامة و ترك المثرثرين يثرثرون كما يحلو لهم و لكن فى العزلة.