هل تغيير أو إصلاح أوضاع أى جماعة يحدث بمجرد إسقاط الأنظمة و الحكومات المستبدة و إستبدالها بأنظمة و حكومات أخرى؟
و هل تنصلح أوضاع الجماعات إذا تغيرت السلطة و لم تتغير الأنفس؟
هل يمكن أن تكون السلطة هى من يغير الأنفس و يصلح الأوضاع؟
إن تغيير الحكومات و الأنظمة هو عمل سهل إذا ما قورن بالعمل الأكبر و هو تغيير الشعوب, من الممكن - و هو ما نراه يتكرر فى تجارب عديدة - إستبدال مجموعة من الطغاه المستبدين بمجموعة أخرى أقل طغيانا و إستبدادا, و يمكن أن نغير الدساتير و الأسماء و الأعلام و الشعارات, و أن نحتفل بذكرى التغيير العظيم المبارك, و لنسأل أنفسنا, ما الذى أحدثه إستبدال الأنظمة الفاسدة بأخرى أقل فسادا؟ هل إنصلحت الأوضاع؟ هل غاب الظلم؟ هل أكل الجائع؟ هل ارتاح الناس؟
إن طريق الإستيلاء على السلطة ثم بدء الإصلاح هو طريق مسدود!
إذا أراد الناس أن يهربوا من الحقيقة الشاقة فإنهم يوهمون أنفسهم بأن السلطة قادرة على إصلاح أوضاعهم و من ثم يرتاحون و يسكنون و يتركوا السلطة تعمل ما تشاء, فهى القادرة على الإصلاح, فلنرتح نحن, هم سيصلحون!!
إنهم يهربون من المرحلة الأولى و الأساسية و ذات الأهمية الكبرى و الصعبة من التغيير, تلك المرحلة هى تغيير الأنفس, ذلك الجهاد الأكبر. فكما أشرنا سابقا لا يمكن إصلاح أو تغيير أوضاع أى جماعة إذا ما كانت المنظومة الأخلاقية باقية على فسادها تنذر بالعصف بالمجتمع كله فى أى لحظة! و كما أشرنا عند حديثنا حول العدالة الإجتماعية إعادة توزيع الثروة (و هو الحل الأسهل) لن يكون كافيا من أجل تحقيق العدالة الإجتماعية فى مجتمع ما, فمع بقاء المنظومة القيمية على ما هى عليه, لن يجدى أى حل (إقتصادى)..و أشرنا الى وجوب تقديم نموذج يطرح حلا ثنائيا. إصلاح المنظومة القيمية و إعادة توزيع الثروة.
و هذا الحديث لا يخص مسألة العدالة الإجتماعية بمفردها, بل إنه يسرى على جميع مجالات النشاط الإنسانى.
إن القرآن الكريم يقر بوضوح أن تغيير النفس و إصلاح المنظومة الأخلاقية شرط أساسى سابق على تغيير أو إصلاح أوضاع المجتمعات البشرية, حيث يقول تعالى : "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" [الرعد : 11]. فلا يمكن أن تتغير الأحوال أو تنصلح حقا بالحلول السياسية أو الإقتصادية فحسب, بل لابد من نموذج تركيبى, يشمل كلا من الإصلاح الجوانى و البرانى, مثلما يقر القرآن.
و هذا الإقرار قد تأكد عمليا و بوضوح فى العصر الأول للدعوة الإسلامية (عصر صدر الإسلام) فقد كان القرآن طيلة الثلاثة عشر عاما الأولى للدعوة (القرآن المكى) مقتصرا على قضايا العقيدة والإيمان و تأكيد المسؤولية و إصلاح النفس..و بكلمة واحدة (إصلاح المنظومة القيمية), و لم يتطرق الى التفريعات و التشريعات المتعلقة بالقضايا العملية و الأنظمة السياسية و الإجتماعية إلا بعد أن إستوفت تلك القضية حقها كاملا.
ولا يعنى كلامى أن يجلس كل منَا فى منزله وحيدا منعزلا عن المجتمع و يحاول تغيير نفسه فى المنزل, و يصمت على الظلم و القمع و الفساد, إن تمرده على هذه الأوضاع القائمة المخالفة لإنسانيته هو فى حد ذاته خطوة كبيرة فى طريق إصلاح نفسه, إن هذا التمرد على تلك الأوضاع يعد قيمة أخلاقية عظيمة. إن الثورة على الأنظمة الفاسدة و الطغاه المستبدين هى قيمة أخلاقية عظيمة, لأنها تقوم من أجل القضاء على شئ لا أخلاقى (الإستبداد)..و بهذا المفهوم تصبح الثورة عمل أخلاقى و الوقوف ضدها لا أخلاقى و الوقوف على الحياد بين الثائر الساعى للتغيير و صاحب السلطة المستبد هو عمل لا أخلاقى أيضا.
و هل تنصلح أوضاع الجماعات إذا تغيرت السلطة و لم تتغير الأنفس؟
هل يمكن أن تكون السلطة هى من يغير الأنفس و يصلح الأوضاع؟
إن تغيير الحكومات و الأنظمة هو عمل سهل إذا ما قورن بالعمل الأكبر و هو تغيير الشعوب, من الممكن - و هو ما نراه يتكرر فى تجارب عديدة - إستبدال مجموعة من الطغاه المستبدين بمجموعة أخرى أقل طغيانا و إستبدادا, و يمكن أن نغير الدساتير و الأسماء و الأعلام و الشعارات, و أن نحتفل بذكرى التغيير العظيم المبارك, و لنسأل أنفسنا, ما الذى أحدثه إستبدال الأنظمة الفاسدة بأخرى أقل فسادا؟ هل إنصلحت الأوضاع؟ هل غاب الظلم؟ هل أكل الجائع؟ هل ارتاح الناس؟
إن طريق الإستيلاء على السلطة ثم بدء الإصلاح هو طريق مسدود!
إذا أراد الناس أن يهربوا من الحقيقة الشاقة فإنهم يوهمون أنفسهم بأن السلطة قادرة على إصلاح أوضاعهم و من ثم يرتاحون و يسكنون و يتركوا السلطة تعمل ما تشاء, فهى القادرة على الإصلاح, فلنرتح نحن, هم سيصلحون!!
إنهم يهربون من المرحلة الأولى و الأساسية و ذات الأهمية الكبرى و الصعبة من التغيير, تلك المرحلة هى تغيير الأنفس, ذلك الجهاد الأكبر. فكما أشرنا سابقا لا يمكن إصلاح أو تغيير أوضاع أى جماعة إذا ما كانت المنظومة الأخلاقية باقية على فسادها تنذر بالعصف بالمجتمع كله فى أى لحظة! و كما أشرنا عند حديثنا حول العدالة الإجتماعية إعادة توزيع الثروة (و هو الحل الأسهل) لن يكون كافيا من أجل تحقيق العدالة الإجتماعية فى مجتمع ما, فمع بقاء المنظومة القيمية على ما هى عليه, لن يجدى أى حل (إقتصادى)..و أشرنا الى وجوب تقديم نموذج يطرح حلا ثنائيا. إصلاح المنظومة القيمية و إعادة توزيع الثروة.
و هذا الحديث لا يخص مسألة العدالة الإجتماعية بمفردها, بل إنه يسرى على جميع مجالات النشاط الإنسانى.
إن القرآن الكريم يقر بوضوح أن تغيير النفس و إصلاح المنظومة الأخلاقية شرط أساسى سابق على تغيير أو إصلاح أوضاع المجتمعات البشرية, حيث يقول تعالى : "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" [الرعد : 11]. فلا يمكن أن تتغير الأحوال أو تنصلح حقا بالحلول السياسية أو الإقتصادية فحسب, بل لابد من نموذج تركيبى, يشمل كلا من الإصلاح الجوانى و البرانى, مثلما يقر القرآن.
و هذا الإقرار قد تأكد عمليا و بوضوح فى العصر الأول للدعوة الإسلامية (عصر صدر الإسلام) فقد كان القرآن طيلة الثلاثة عشر عاما الأولى للدعوة (القرآن المكى) مقتصرا على قضايا العقيدة والإيمان و تأكيد المسؤولية و إصلاح النفس..و بكلمة واحدة (إصلاح المنظومة القيمية), و لم يتطرق الى التفريعات و التشريعات المتعلقة بالقضايا العملية و الأنظمة السياسية و الإجتماعية إلا بعد أن إستوفت تلك القضية حقها كاملا.
ولا يعنى كلامى أن يجلس كل منَا فى منزله وحيدا منعزلا عن المجتمع و يحاول تغيير نفسه فى المنزل, و يصمت على الظلم و القمع و الفساد, إن تمرده على هذه الأوضاع القائمة المخالفة لإنسانيته هو فى حد ذاته خطوة كبيرة فى طريق إصلاح نفسه, إن هذا التمرد على تلك الأوضاع يعد قيمة أخلاقية عظيمة. إن الثورة على الأنظمة الفاسدة و الطغاه المستبدين هى قيمة أخلاقية عظيمة, لأنها تقوم من أجل القضاء على شئ لا أخلاقى (الإستبداد)..و بهذا المفهوم تصبح الثورة عمل أخلاقى و الوقوف ضدها لا أخلاقى و الوقوف على الحياد بين الثائر الساعى للتغيير و صاحب السلطة المستبد هو عمل لا أخلاقى أيضا.